آخبار عاجل

 علي أن اتحمل نتيجة افعالي.. ابنى لا يكفي أن أحبك للكاتبة سلوى المؤيد (44)

07 - 05 - 2021 3:51 2455

في إمكان الطفل أن يتعلم من خلال نحمله لنتائج افعاله كيف يتفادي تصرفاته السلبية لأنه لا يريد أن يحصل علي نتائج لا يرغب فيها وسيتطور  سلوكه بهذا الاسلوب إلي الافضل ونظراً لاهمية هذه الطريقة في تربية ابنائنا وجدت أن من الضروري طرح امثلة تساعدنا علي تطبيقها لنحصل علي نتائجة الايجابية .
ذهبت هدي مع امها لزيارة صديقتها مها كلاهما لا تتجاوز الخامسة من العمر خرجت الصديقتان إلي الحديقة للعب بها وجلست الأمهات في احدي زواياها تتحدثان  وفجأة بكت مها بعد أن ضربتها هدي علي وجهها.
 قالت والدة هدي بنبرة حازمة لابنتها: أنت تعلمين أن الضرب أمر غير مسموح به لذلك سنذهب إلي البيت إذا عدت إلي ذلك التصرف مرة أخري .
ردت هدي: لن اضربها يا أمي اعدك بذلك
وبعد عشرين دقية ضربت هدي مها مرة اخري
 قالت والدتها: هيا ياهدي علينا الذهاب إلي البيت
بكت الابنة تريد البقاء مع صديقتها
قالت الأم: اراك حزينة لأننا سنذهب
قالت هدي : اريد أن ابقي مع صديقتي مها
 أجابت الأم: اعلم ذلك لكن علينا أن نذهب الأن هل تريدين أن احدد لك  موعداً لزيارتها الاسبوع القادم؟
هزت الابنة رأسها موافقة.
واتفقت الامهات علي زيارة اخري يوم الخميس من الاسبوع التالي .
بكت هدي في طريق عودتها إلي البيت لكن أمها لم تؤنبها قائلة: لو لم تتصرفي بخبث مع صديقتك لواصلت اللعب معها حتي الآن.
فهي تعلم أن الاطفال لا يفكرون في اسباب ما يحدث لهم عندما يكونون غاضبين إلا أنها بدلاً من ذلك استجابت لدموع ابنتها بالسكوت حتي تدرك أن ما تشعر به من حزن كانت نتيجة لسوء تصرفها .
 وعندما عادوا إلي البيت قالت هدي لأمها: لماذا قررت فجأة أن نذهب؟
ردت الأم بهدوء: لماذا تظنين أنني اتخذت هذا القرار؟
 اجابت الابنة : لانني ضربت مها
قالت الأم: هذه صحيح
وعندما كانت هدي تستعد للنوم فاتحت أمها مرة اخري بالموضوع قائلة: أمي قالي لي ماذا حدث عندما كنت في بيت مها؟
ردت الأم: ماذا علي أن أخبرك به؟
 قالت هدي: لماذا كنت حزينة ؟
 اجابت الأم: لأنني قررت أن نغادر
 قالت هدي : لأنني ضربت مها كنت اريد أن أبقي أكثر
 قالت الأم: قد يكون في استطاعتنا المرة القادمة البقاء اكثر
إذن بسب ردود افعال الام الماهرة فهمت هدي بوضوح سوء سلوكها ونتائجة كما أن الأم وضعت الحدود لابنتها عندما قالت لها : أنت تعلمين أن الضرب امر غير مسموح به لذلك سنذهب إلي البيت إذا عدت إلي ذلك التصرف .
وبالفعل نفذت الأم الحدود التي وضعتها ثم عبرت عن ثقتها بابنتها عندما اعطتها فرصة اخري بقولها في نهاية الحوار: قد يكون في استطاعتنا المرة القادمة البقاء اكثر
علينا عندما نريد الاستفادة من نتائج افعال الطفل لتأديبه أن لانضيف تعليقاِ جارحاً مثل أن نقول: هذا سوف يعلمك أن لاتعيد تصرفك السيء مرة اخري أو أنت تستحق ما حدث لك .
 ولو أن والدة هدي قالت لها: لقد حصلت علي ما تستحقينه.
فإن هدي ستتصور أن ما حدث لها من حرمان عقاباً لها لا علي أنه نتيجة لسوء سلوكه حتي تتعلم بذلك أن الضرب عمل غير سليم وله نتائج غير مرغوب فيها وهذا لا يعني أن هدي لن تضرب احداً من الاطفال بعد هذه الحادثة لكن ما حصلت عليه من نتائج سلبية سوف يردعها عن هذه التصرف السلبي أو علي الاقل سوف يقلل منه إذ ستتعلم نتيجة له كيف تتبع السلوك السليم في التعامل مع اصدقائه وهذا مثال اخر يعلمنا كيف نستفيد بهذه الوسيلة في توجيه اطفالنا نحو التصرف السليم .
كان أحمد البالغ من العمر ٨ سنوات قد حصل في عيد ميلاده علي دراجة جميلة وكان سعيداً بركوبه عليها وتجواله في الحديقة دون أن يدخلها في المكان المخصص لها في الكراج كما كانت توصية امه دائماً حاولت والدته أن تنبهه أن دراجته سوف تصاب بالعطب بسب الرطوبة لكنه لم يكن يهتم بتحذيرها .
 وفي ويم هطل المطر غزيراً علي الدراجة وصادف أن انشغل عنها يومين وعندما جاء ليركبها وجدها غير صالحة للاستعمال حزن أحمد كثيراً علي دراجته وقال لامه باكياً: كانت الدراجة افضل هدية وصلتني والآن  لا استطيع أن الف بها الحديقة  والشوارع الخلفية لمنزلنا.
وبالطبع كان في امكان والدته أن تجيبه بطريقة جارحة بقولها: هذه مسئوليتك لقد قلت لك مراراً ادخل دراجتك في المكان المخصص لها في الكراج لكنك لم تكن تطيع كلامي والآن فقدت افضل هدية لديك وسوف تجد عقاباً مني ايضاً علي اهماك .
لكنها لو فعلت ذلك فإن أحمد سوف يتضايق من مسألة عقابه أكثر من احساسه بالحزن لفقده دراجته ولن يتعلم بذلك أنه خسر تلك الدراجة بسب اهماله لذلك عندما سأل الولد امه إذا كان في امكانه الحصول علد دراجة اخري اجابته بطريقة حازمة : لكا لا تستطيع .
 دون أن تلقي عليه محاضرة وكان لذلك تأثيراً علي ابنها اكثر من أي كلام ستقوله له لأن سيتعلم بعد ذلك كيف يحافظ علي اشيائه لكي لايفقدها .
 



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved